أنهت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال مساء اليوم الخميس جولة إلى محافظة قلقيلية للاطّلاع على أوضاع الأطفال وطبيعة القضايا التي يتعرضون لها، والمرتبطة بخصوصية وضع المحافظة، اشتملت على سلسلة زيارات لكل من محافظة قلقيلية، وبلدية قلقيلية، والنيابة العامة، والشرطة، ومحكمة البداية، ومديرتيّ التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية.
وجاءت هذه الزيارة بهدف الاطّلاع على الاحتياجات الخاصة بمحافظة قلقيلة في مجال حماية الأطفال، إدراجها في خطط الحركة العالمية لعام 2012.
واستمع وفد الحركة إلى آراء المؤسسات في مجال قضايا الأطفال، والإشكاليات التي تعيق عملهم في هذا المجال، وفي ذات السياق، أطلع مدير عام الحركة في فلسطين، ورئيس المجلس التنفيذي للحركة في جنيف، رفعت قسيس المؤسسات على عمل الحركة في فلسطين، وآلية تعاونها مع كافة المؤسسات العاملة في مجال حماية الأطفال.
وبعد الاستماع ومعرفة أهم المشكلات التي تواجه المحافظة في هذا المضمار، أشار مدير برنامج الحماية والتفعيل المجتمعي في الحركة رياض عرار إلى أهمية تنظيم لقاء تشاوري يضمّ كافة المؤسسات العاملة في مجال الأطفال في محافظة قلقيلية للخروج بتوصيات عملية حول الأولويات التي يجب التركيز عليها في قضايا الأطفال، ووضع برنامج عمل خاص يتناسب مع طبيعة قضايا الأطفال في المحافظة، وذلك مع بداية عام 2012.
وفي سياق متصل، وفي ظل افتقار المحافظة لشبكة حماية للأطفال، أشارت محامية الحركة في منطقة شمال الضفة الغربية سوسن صلاحات إلى أهمية العمل بشكل مبدئي في المحافظة على تفعيل المؤسسات المحلية في مجال حماية الأطفال، وذلك إلى حين تمكُّن وزارة الشؤون الاجتماعية من أخذ دورها في تأسيس شبكة حماية في المحافظة.
وحول قضايا الأطفال والظروف التي تنتح عنها في محافظة قلقيلية، أشار رئيس النيابة العامة الأستاذ أحمد مصطفى حنون إلى كثرة قضايا الأحداث في محافظة قلقيلية مقارنة بحجم عدد السكان فيها، كما طرح حنون عدة حالات لقضايا أحداث للتدليل على الفجوة في كيفية معالجة هذه القضايا، في ظل عدم اهتمام رسمي بالمحافظة رغم حاجتها الكبيرة لهذا الاهتمام.
من جهته، ركّز مقدم حقوقي مديرية شرطة محافظة قلقيلية موسى يدك على الظروف التي تنتج هذا الكمّ من القضايا رغم قلة عدد سكان المحافظة، حيث أشار إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمحافظة وابتلاع الجدار للكثير من الأراضي الزراعية إلى زيادة مستوى الجريمة في المحافظة.
وفي ذات السياق وافتقار المحافظة للاهتمام الرسمي بقضايا الأحداث، نوّه رئيس لجنة بلدية قلقيلية سمير دوابشة إلى أنّ بدء الحركة العالمية بالعمل الفعلي داخل المحافظة ستظهر نتائجه بشكل فوري وسريع على كافة القضايا التي تمسّ جانب الحماية للأطفال.
وفي سبيل تصويب الوضع القانوني الخاص بالطفل، تمنّى محافظ قلقيلية ربيح خندقجي أن تشكّل الحركة العالمية وغيرها من المؤسسات العاملة إحدى أدوات الضغظ على الجانب الرسمي، وذلك بهدف جعل قضية الأطفال على سلم أولويات عمل السلطة الفلسطينية.
وفي نهاية اللقاءات وعدت الحركة العالمية كافة المؤسسات بالبدء بالعمل الفعلي لرصد المشكلات في المحافظة والتشبيك بين المؤسسات للعمل على حلها.